المركز الدولي لدراسات الفرجة يُطلِق مشروع “نقرة الحمامة” للحد من أشكال العنف

منذ ما يزيد عن اثني عشر عاما، والمركز الدولي لدراسات الفرجة يحمل على عاتقه مسؤولية ترسيخ القيم الإنسانية الكونية، وتكريس ثقافة المواطنة المُنتجة والخلاقة، من خلال اتفتاحه في أكثر من محطة، على الفئات الهشة في مجتمعنا المحلي، من خلال إشراكها في الفرجات العمومية يقدمها المركز كل عام في مهرجانه الدولي “طنجة للفنون المشهدية”، وكذا في الورشات التكوينية التي ينظمها على مدى أيام المهرجان، وغير ذلك من محطات…

واليوم، يستمر المركز في عمله التنويري مواصلا انخراطه اللامشروط في دعم مشاريع التنمية البشرية من مجال اختصاصه، موظفا الطاقة الإيجابية للفنون المسرحية والأدائية من أجل الحد من الأشكال المختلفة للعنف المنتشر في مختلف بقاع العالم، من خلال تركيزه على لفت الإنتباه إلى خطورة التعصب والتفكير النمطي..

إن الصور المريعة للعنف، والتي تبث يوميا عبر مختلف وسائل الإعلام، دفعت بالمركز الدولي لدراسات الفرجة إلى تبني مشروع “نقرة الحمامة” بهدف إعادة توجيه القوى الجذرية التي تغذي كل أشكال العنف المنتشرة عبر العالم. وإذ يُعلن المركز عن إطلاقه لهذا المشروع، فإنه يسعى من خلاله إلى إشراك عدد كبير من المجموعات في مشاريعه الفنية والفرجوية، خصوصا، تلك التي تسعى إلى خلق ثقافة التسامح وتقبل الاختلاف، ونبذ العنف. كما يسعى إلى استثمار رصيده المعرفي (علميا وفنيا) في تسليط مزيد من الضوء على بعض أشكال الميز والتحيز، ورصد أخطاء وسلبيات التفكير غير النقدي الداعم للعنف أو المؤدي إليه. وكذا رصد المصالح المشتركة لسكان الأرض، وتسليط الضوء على المعاناة الناتجة عن تسخير الكم الهائل من الموارد البشرية لخدمة العنف والتحريض عليه بدلا من تسخيرها لخدمة السلام وخدمة القيم الإنسانية النبيلة..

وإسهاما منه في خلق مجتمعات أكثر تسامحا، سيعمل المركز على تقديم فرجات أدائية بالمجال العمومي والهواء الطلق، إنتاج أعمال فنية وفرجوية، والعمل على إشراك تلميذات وتلاميذ المدارس العمومية والخاصة، وأولياء أمورهم، وكذا الأطر التربوية والإدارية لهذه المؤسسات بهدف تحقيق تنمية مستدامة، تقديم عروض فنية مختلفة داخل المسارح التقليدية، وبعض الفضاءات العمومية، والحرص على خلق جو التنافسية…

إن مشروع “نقرة الحمامة” الذي يطلقه المركز الدولي لدراسات الفرجة، يؤمن بأن الحل الأنجع للقضاء على كل أشكال العنف الممارس على المجتمع العالمي، هو فسح المجال بشكل أكبر وأوسع أمام الفنون الفرجوية لنشر ثقافة المحبة والتسامح بين مختلف فئات هذا المجتمع، وإذ يؤمن أيضا بأن مدينة طنجة هي المكان الأمثل لإعطاء الانطلاقة لهذا المشروع الحالم، بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يجعل منها العجلة الرئيسية لقاطرة التنمية، وأيضا بحكم توفرها على رأس المواهب والخبرات التي تُغني باستمرار الحقل الفني، فإنه يعلن عن انطلاق المشروع في مرحلته الأولى داخل المسؤسسات التعليمية ومحيطها الخارجي، ليخرج بعد ذلك، في المرحلة الثانية، إلى مراكز الشباب، ومن ثم إلى المجال العمومي والهواء الطلق، في مرحلة ثالثة..

وفي سبيل تحقيق المشروع، نظم المركز الدولي لدراسات الفرجة يوم الأحد 26 فبراير 2017، الورشة التأسيسية الأولى لبرنامج “نقرة الحمامة”، التي أطرها الخبير الأمريكي الدولي نايل ستانتن Nile STENTON، والتي استفاد منها ثلة من المؤطرين التربوين المشتغلين في قطاعات: التربية والتعليم، الشبيبة والرياضة، النسيج الجمعوي. وقد ركز المؤطر في هذه الورشة على رصد أخطاء وسلبيات التفكير غير النقدي الذي يحرض في كثير من الأحيان على العنف أو الإقصاء أو التمييز، معتمدا على مجموعة من التمارين الذهنية….

شاهد أيضاً

“الجسد الفرجوي”: محور نقاش الدورة 18 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية طنجة، 26-30 نونبر 2022

يُنهي المركز الدولي لدراسات الفرجة، أن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان طنجة الدولي للفنون …

التقرير الأدبي 2017-2021

  كلمة لا بد منها 1. مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية (من 2017 إلى 2021) …

عَـرُوسُ الْأَسْـرَارْ… عَوْدٌ عَلَى بَدْء كلمة المبدع محمد قاوتي في افتتاح الدورة 17 من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية

محمد قاوتي تَرَتَّبَ الصَّبْرُ على كل شيء إلا على وَقْفَة الواقِفِ فإنها تَرَتَّبَتْ عليه حين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *