بعد مسار بحثي حافل ووازن، غادرنا إلى دار البقاء أستاذ الأجيال وعميد النقد المسرحي المغربي الدكتور حسن المنيعي. وبهذه المناسبة الأليمة يقدم المركز الدولي لدراسات الفرجة تعازيه إلى أسرته الصغيرة والكبيرة وإلى كافة المسرحيين وأصدقاء الفقيد. كان الفقيد مهووسا بالمسرح ومحبا للجميع يؤمن بالاختلاف لا الخلاف. فهو فنان المحبة بامتياز وصانعها. واسمه دال على سلوكه بمدلول: الحُسْن والبهاء في الخَلق والخُلق.
فحسن المنيعي عَلـَم من أعلام المسرح والمحبة، حيث العطاء المسرحي الثرُّ، والتجسيد السلوكيُّ لما يحمل من فكر… فقد واكب أبرز منعطفات المسرح المغربي منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم.. وكان للمركز الدولي لدراسات الفرجة شرف المواكبة النقدية لمؤلفاته من جهة وإصدار العديد منها من جهة ثانية. فآخر إصداراته: “مقاربات مسرحية” (2019) الذي سعى فيه إلى فك شفرات نقاش ساخن وملتبس في غالب الأحيان بخصوص شعرية مسرح ما بعد الدراما ومسرح ما بعد الهجرة…كان من إصدار المركز. إنه مفكر حداثي هادئ وباحث شغوف وإنسان نبيل ومتواضع. وصاحب تفكير رحب ورؤية موسوعية ومنهج منسجم. وامتدت عطاءاته على عدة مستويات؛ كما أن كتابته لا يمكنها أن تكون إلا تأسيسية ورائدة ومستفزة للأنساق النقدية السائدة.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من جلسات طنجة المشهدية
صورة جماعية مع المشاركين في الندوة الدولية طنجة المشهدية
من جلسات طنجة المشهدية
صورة جماعية مع المشاركين في الندوة الدولية طنجة المشهدية