“ذاكرة طنجة المشهدية” للفنان والكاتب المغربي مراد بنكيران ضمن فعاليات دورة "مسارح الجنوب عبر العالم" لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية

ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، دورة “مسارح الجنوب عبر العالم: رؤى لا كولونيالية”، قدم الفنان والكاتب المغربي مراد بنكيران معرضا معنونا بـ”Performing Tangier Retrospective” (رؤية استعادية لطنجة المشهدية)، برحاب جامعة نيو إنجلند على مدى أيام المهرجان.

المعرض هو فرصة متفردة كي نضيف تعليقاتنا بخصوص رحلة حدث امتد على مدى ستة عشرة سنة. ويشكل تبني بنكيران لفن الكولاج امتدادا لأعماله الفنية بوصفه رساما وخطاطا؛ إذ يقوم الفنان بتجميع القصاصات والصور الفوتوغرافية والكلمات المطبوعة والصور المطبوعة بجهد جهيد وإلصاقها على سند كي يخلق تشكيلات جديدة. إن العلاقة بين عمل بنكيران وموقعه ضمن أحداث النسخة السابعة عشرة من “طنجة المشهدية” علاقة معقدة ومثيرة للاهتمام، بما أنه لا يوجد متسع لما هو “خارج النص”. وتستدعي هذه “الرؤية الاستعادية لطنجة المشهدية” طرح تساؤلات، بقدر ما تطرح إشكاليات تتعلق بذاكرة طنجة المشهدية وتاريخها من خلال مداخلات بنكيران الفنية.

وكثيرا ما يقارب المركز الدولي لدراسات الفرجة، وهو عبارة عن جمعية أنشأت في طنجة سنة 2007، مدينة طنجة على أنها طرس، وذلك بأداء كتابات مقصودة حول “أماكن الذاكرة” ومواقع محددة كمتحف القصبة الذي يزخر أصلا بكل ما يرتبط بذاكرة المدينة. وتقدم التركيبات الفنية للمركز الدولي لدراسات الفرجة الفنية وكذا نقاشاته حججا دامغة بخصوص التداخل بين المكان والفضاء والذاكرة. وتكشف هاته المواد الفنية المتعلقة بمواقع محددة عن إبراز لفضاء طنجة على أنه مكان ممارَس. وعادة ما يصبح الفضاء، بشكله المفتوح وغير المحدد، فضاء ممارَسا حينما يربطه الإنسان بمعنى ما. وفي هذا السياق، يستعمل بنكيران الورق كي يخلق استجابات -خاصة بالموقع- لفضاءات “طنجة المشهدية”. إذ يعيد تدوير الأعمال الفنية باستمرار عبر طبع وصباغة وتقطيع ولصق الورق كي يعده للتركيب الفني المقبل، وتتغير هاته الأعمال في كل مرة كي تناسب الفضاء. كما يقدم الفنان أعماله في مزيج من الفضاءات التقليدية وغير التقليدية، أملا منه في إشراك مخيلة الجمهور ومساعدتهم على التروي بعيدا عن حياتنا الاعتيادية السريعة التي تهمش التأمل والانتباه للتفاصيل. ألا تعد هذه الرؤية الاستعادية فرجة خاصة بالموقع في إصرارها على التدخل في صنع الفضاء في طنجة المشهدية؟

شاهد أيضاً

“الجسد الفرجوي”: محور نقاش الدورة 18 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية طنجة، 26-30 نونبر 2022

يُنهي المركز الدولي لدراسات الفرجة، أن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان طنجة الدولي للفنون …

التقرير الأدبي 2017-2021

  كلمة لا بد منها 1. مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية (من 2017 إلى 2021) …

عَـرُوسُ الْأَسْـرَارْ… عَوْدٌ عَلَى بَدْء كلمة المبدع محمد قاوتي في افتتاح الدورة 17 من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية

محمد قاوتي تَرَتَّبَ الصَّبْرُ على كل شيء إلا على وَقْفَة الواقِفِ فإنها تَرَتَّبَتْ عليه حين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *