قدم الباحث والمؤلف المسرحي محمد زيطان، ضمن فعاليات مهرجان طنجة الدولي للفنون المهدية في دورته السابعة عشر مساء أمس الأحد، إصداره الأخير الصادر عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، والموسوم بـ”المنعطف الفرجوي”.
وحسب الدكتور خالد أمين الذي قدم الكاتب والكتاب، فإن “المنعطف الفرجوي”، هو بحث نقدي رصين، درس من خلاله المؤلف تحولات المشهد الفرجوي من منطلقات إبستيمولوجية متصلة بمتغيرات الواقع الثقافي الذي أخذ يتشكل في صور جديدة بتأثير وسائل التواصل الحديثة، والميديا بمختلف تطبيقاتها. وأضاف أمين: ” يستفزنا المبدع الباحث محمد زيطان بالأسئلة الحارقة والآنية وهو يقول: (ففي ظل ما بعد الدراما، أصبح التمييز بين ما هو مسرحي وغير مسرحي أمرا معقدا، لأن منطق التصنيف بات محكوما بأنساق “الفرجة” في شموليتها ورحابة سياقاتها، حتى أننا نجد أنفسنا مجددا وكأن عجلة التاريخ قد عادت بنا إلى الخلف لنسأل بسذاجة: ما المسرح؟ ليقحمنا في تأمل خلاق بخصوص الحدود الفاصلة بين المسرح والفرجات، وأنا بدوري أتساءل: ما هي حدود المسرح؟”
الكتاب، تضمن مجموعة من المباحث التي تجيب عن أسئلة تحولات المنعطف الفرجوي، بخلفية مزدوجة: مرجعية الباحث الأكديمي، ورؤية الفنان الممارس المنشغل بسؤال الإبداع، منفتحا في تناوله له\ه المحاول على حقول معرفية أخرى من قبيل الدراسات الثقافية، الأنتروبولوجيا والسيميولوجيا. ليخلص إلى أن “المسرح ليس مجرد مرآة تعكس الحضارة، كما جرت العادة في الحديث عن خصائصه الفضلى، بل هو حضارة موازية في حد ذاته… ذلك أن مجرد اجتماع الناس باختلافاتهم، ومن دون إكراه، في مكان بعينه من أجل ممارسة طقس غير عدواني يتمثل في مشاهدة حية لعوالم الفرجة المسرحية، يعتبر بحق تجليا للحضارة، وباعثا على البناء والتواصل والتماسك، في مقابل صفات النمطية والتفرقة والأنانية وعدم تقبل نقد الآخر، ولا حتى القبول بنقد ذاتي خاص”.