ضمن فعاليات اليوم الأخير من دورة “مسارح الجنوب عبر العالم” لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، قدم الفنان المسرحي، الحكواتي المتألق أحمد سعيد البنكي، عرضا أدائيا، من تألفه، يحكي قصة “الحلايقي” الذي طالما كان يصنع الفرجة ويقدم العلم والمعرفة للناس، وكيف طاله النسيان والتهميش، مستندا على هذه الحكاية الإطار لتسليط الضوء على العديد من المظاهر السلبية التي بدأت تنخر الجسم الثقافي والفني بأسلوب سلس، وساخر في كثير من الأحيان.
أحمد سعيد البنكي، ومن خلال عرض “طيف فرجة من الجنوب” يدعو إلى الاعتناء ببذور المحبة الكامنة في أعماقنا والتخلي عن الحساسيات والحسابات الضيقة التي جعلت من الفاعلين الفنيين والثقافيين عموما يتبنون منطق المصلحة على حساب الفن والفنان والأصيل. ولم يغفل أحمد سعيد في عرضه الذي أداه بحرفية عالية، الإشارة إلى إشكالية الذاكرة الفنية وأرشفتها، من خلال صوت “الحلايقي” الذي استغرب كي استفاذ النقاد من ذاكرته الفرجوية، دون أن يكتب عنه أحد ولا حتى ورقة واحدة.