منذ أولى دوراته، ومهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، يحتفي برموز الفرجة وفنون الأداء، إن من جانب الفنانين والمبدعين، وإن من جانت الباحثين والنقاد. وفي دورة هذا العام، اختارة إدارة المهرجان أن تحمل الدورة اسم شخصيتين اثنيتين. الأولى، سليمة المومني المغربية/ الفرنسية التي اشتهرت باشتغالها في فرقة مسرح المقهورين لأغوسطو بوال بباريس، والتي سخرت تجربتها ودراساتها الأكديمية لأن تجعل من حقوق الإنسان والدفاع عن قضاياه منطلقا لكل عروضها ولوحاتها الراقصة.
سليمة المومني الآن، إضافة إلى إشرافها على مدرستها الخاصة، تُعد إحدى أشهر مصممي الرقصات بالمغرب. تشتغل لفائدة مختلف الفرق المسرحية بالمغرب، وأيضا تقدم دورسا في الرقص بالعديد من المعاهد بمختلف المدن المغربية. ويأتي تكريمها في هذه الدورة، بالإضافى إلى اشتغالها على الجسد، إلى أنها تشتغل على تطوير الرقص الشعبي المغربي وفنون الجسد عموما.
أما الشخصية الثانية، فهي الفنان الفوتوغرافي الشهير بطنجة المشهدية وبمسارح المغرب، عبد العزيز الخليلي بوصفه فنان الصورة المسرحية وقناص المشهديات البصرية. هذا الفنان الذي ارتبط اسمه بهوية فنية قلما عرفها المسرح المغربي؛ حين جعل من عين الكاميرا روحا واحدة تترجم فلسفة لرصد أهواء الجسد وحركاته الراقصة داخل خشبة المسرح عبر رؤيته الفنية للمشهديات الفوتوغرافية التي أبدع في جعلها تفكر خارج زوايا خشبات المسرح على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
عبد العزيز الخليلي، فنان مغربي من أبناء مدينة طنجة، تلقى تكوينا أكاديميا رصينا بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة بالرباط، وظل وفيا لفكرة ولعه بالمسرح منذ التحاقه بوزارة الشباب والرياضة عام 1991 إلى جانب نخبة من الفنانين المرموقين، حيث خاض تجربة مسرح الهواة العتيدة بالمغرب قبل أن يُسهم إلى جانب عدد من الفاعلين في بلورة مشروع مهرجان مسرح الشباب، وانخراطه المتواصل في عدد من المهام ككاتب عام للمركز الدولي لدراسات الفرجة والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بفرع طنجة، ومشاركاته العديدة في التمثيل والسينوغرافيا وتأطير ورشات
متعددة.
يحتفي المركز الدولي لدراسات الفرجة بالفنان عبد العزيز الخليلي قناص المشاهد على خشبات المسرح المغربي دفاعا عن الحق في الصورة التي تحرض صون ذاكرة مسرحنا المغربي، وفتح ورش آخر للاشتغال أكثر على الأرشفة البصرية عبر رؤية استشرافية تحتفي بأخلاقيات ثقافة الاعتراف بفن هؤلاء المبدعين المخلصين لحركات الممثلين ونبضاتهم على الخشبة ضدا في المحو الذي يتهددنا جميعا في غياب تام لاستراتيجية مؤسساتية تسعى إلى صون ذاكرة المسرح.. إن عبد العزيز الخليلي كاين نوراني لا يحب الضوء تماما مثل كل الفنانين الحقيقيين الذين نحبهم..